روسيا تندد بالتصعيد الإسرائيلي في غزة ولافروف يصفه بـ"العقاب الجماعي"
روسيا تندد بالتصعيد الإسرائيلي في غزة ولافروف يصفه بـ"العقاب الجماعي"
أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن قلق بلاده العميق إزاء ما وصفه بـ"التصعيد العسكري والغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة" على قطاع غزة، محذرًا من التدهور المتسارع في الوضع الإنساني داخل القطاع، الذي يعاني من دمار واسع ونقص حاد في الإمدادات الأساسية.
وأكد لافروف، خلال مؤتمر صحفي عقده في موسكو، الخميس، أن ما يجري في غزة "يصعب تبريره من زاوية الأوضاع الإنسانية، ويثير قلقًا بالغًا في موسكو"، مشددًا على ضرورة التحرك العاجل لوقف إطلاق النار، والعمل على "توفير حماية فورية للمدنيين"، بالتوازي مع تكثيف الجهود الدولية لاستئناف مسار التهدئة، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وأدان الوزير الروسي الهجمات الإسرائيلية المستمرة، واصفًا إياها بأنها "تشكل نوعًا من العقاب الجماعي ضد المدنيين"، في واحدة من أقوى تصريحات موسكو منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، حيث سقط عشرات الآلاف من الضحايا، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب ما تؤكده تقارير أممية وحقوقية.
تسوية عادلة للصراع
وأوضح لافروف أن استمرار العمليات العسكرية بهذا الشكل "يضعف كل المبادرات السياسية المطروحة، ويقوّض أي فرص فعلية لتحقيق تسوية عادلة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، مطالبًا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والسياسية لفرض هدنة دائمة والعمل الجاد من أجل فتح ممرات إنسانية آمنة.
ودعا وزير الخارجية الروسي إلى "تفعيل الوساطة متعددة الأطراف، التي تشمل أطرافًا إقليمية ودولية قادرة على الضغط على إسرائيل لإنهاء هذه العمليات العسكرية"، مشددًا على أن روسيا تواصل مشاوراتها مع شركائها في الأمم المتحدة ومع الدول العربية بهدف الدفع نحو تسوية سياسية شاملة تنهي النزاع، على قاعدة حل الدولتين.
وأشار لافروف إلى أن بلاده تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في القطاع، وتجري اتصالات منتظمة مع ممثلي السلطة الفلسطينية ودول الجوار، من أجل تقييم الاحتياجات الإنسانية الطارئة، وتعزيز وصول المساعدات الطبية والغذائية للمدنيين المحاصرين.
فشل مجلس الأمن
تأتي تصريحات لافروف في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الدولية لإسرائيل بسبب الكلفة الإنسانية العالية للحرب في غزة، في ظل فشل متكرر لمجلس الأمن الدولي في تمرير قرارات ملزمة لوقف إطلاق النار، نتيجة الانقسامات السياسية بين الدول دائمة العضوية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا.
يُذكر أن روسيا، رغم علاقاتها المستمرة مع إسرائيل، قد تبنّت في الأشهر الأخيرة لهجة أكثر حدة تجاه العمليات العسكرية في غزة، في محاولة لإعادة تفعيل دورها كوسيط دولي قادر على الموازنة بين مصالح مختلف الأطراف، خاصة بعد الانسحاب الأمريكي النسبي من ملفات الشرق الأوسط في بعض المراحل.
وتزداد أهمية هذه التصريحات في ظل التحضير لاجتماعات دولية مرتقبة، من بينها مؤتمر 18 يونيو المزمع عقده في مقر الأمم المتحدة بنيويورك لمناقشة سبل إحياء مسار حل الدولتين، حيث تتطلع موسكو إلى لعب دور محوري فيه، بالتنسيق مع شركاء إقليميين من العالم العربي ومنظمة التعاون الإسلامي.